مهرجانات المغرب …من موازين إلى مهرجان الحمير

مهرجانات المغرب …من موازين إلى مهرجان الحمير

-أسفي الأن
اراء بلاقيودكتاب الرأي
-أسفي الأن25 أغسطس 2019آخر تحديث : الأحد 25 أغسطس 2019 - 11:39 مساءً
مهرجانات المغرب …من موازين إلى مهرجان الحمير
thumbnail بوغنيمي يوسف 1rxcjz31jffe0gd56is0ttoqj0vy7x2bpnn8hu0tgxl0 -   يوسف بوغنيمي كاتب وصحفي مغربي **مهرجان الحمير ببلدة بني عمار وسط المغرب مؤخرا حقيقة، وليس ضربا من الخيال ،و لا يرقى إلى درجة  السباب أو التشهير…ولكنه واقع يلخص لنا بلد الألف مهرجان، والذي يبتدئ بمهرجان موازين ولاينتهي عند مهرجان الحمير، و الذي اختار هذه السنة …الأنثى(الأثان ) ” كليوباترا” كملكة جمال الحمير في المغرب، في ثورة على المألوف من احتكار بني جنسها من  الذكور على الماضي  من الدورات  … 
وقد نال  صاحب الأتان الفائزة جائزة قدرها ٣٠٠  (يورو) وكيسا من الشعير موجها لـ”كليوبترا” …
هي مهرجانات بالرغم من أهمية البعض منها ،لكونها تحتفي بالثراث الثقافي واللامادي أحيانا ،ولكنها  كذلك   تعري  لنا واقعا مريرا لا يمكن حجب شمسه بالغربال… أو حتى تخدير عقول فئات ظلت تطالب بمباشرة أوراش الإصلاح الحقيقي،وليس إصلاحات بطعم المواويل وتتساءل عن مصير الثروة؟؟؟ 
 وبالرجوع إلى عدد المهرجانات المقامة على مدار السنة بمختلف مدن المغرب والتي تفوق عدد أيام وليالي  قريش زمن رحلة الشتاء والصيف، حيث تخصص لها أموال مهمة ،كان الأجدر تصريفها فيما يفيد البشر والحجر ببلد الاستثناء،بالمقابل العبرة نسوقها من  تدني أهم مؤشرين يقاس بهما “ترمومتر ” التنمية البشرية وهما الصحة والتعليم …قطاعان على أهميتهما ظلا يعيشان الويلات والنكسات …ورصدت لهما ولازالت ترصد الملايير ،لكن واقع الحال يجعل المغاربة بعيدين كل البعد عن شعارات مغرب التنمية البشرية ،وحتى المغرب الأخضر والرقمي وبلد الاستثناء …في حين تعزي الدوائر الرسمية تقهقرهما أي الصحة والتعليم بالتكلفة المالية المرتفعة التي يثقلان بها كاهل ميزانية المالية العمومية …
هنا نستحضر المهراجانات ،فعوض رفع شعار” عام بدون مهرجانات لإصلاح اسبيتارات  “.أي المستشفيات بالدارجة العامية المغربية  .وهو شعار واقعي عوض تلك الطنانة التي لم نجني منها سوى صدى نشرات ظلت تتردد في قنواتنا الرسمية …هكذا صارت ترتفع وثيرة مهراجانات المغرب و يشتد سعارها كل صيف حيث تجهل الميزانيات الحقيقية التي ترصد لها والتي تستخلص  بمنطق تشاركي بين الجماعات الترابية ،بما فيها المجالس المنتخبة والجهات والعمالات أضف إليها المؤسسات الصناعية والاستشهارية ….وهلما جرا…

هذا في الوقت التي تشبه فيه مستشفيات تركيا فنادق خمسة نجوم لدينا ، و التي يجمعنا بها  نفس اسم الحزب الحاكم ،لكن تبقى الهوة بمقدار السماء والأرض، نماذج أخرى  رفعت فيه دول افريقية مؤشرات التنمية ك”رواندا ” وفتحت أخرى  أوراشا حقيقية للإصلاح كإثيوبيا التي حققت شعار غرس 350 مليون شجرة في ظرف 12 ساعة، وفاق التحدي الرقم المحدد بفضل إرادة سياسية حقيقية في غرس شتائل التنمية ،وكان أول المشاركين رئيس حكومتهم” أحمد أبي” والرهان المستقبلي الذي يلوح في   الأفق هو غرس 4 ملايير شجرة وعلى شاكلتها صارت الهند……..في حين  لازلنا نحن نعيش على وقع مهراجانات “الطبل والغيطة ” نبحث عن الثروة وعن مصير الثروة، في حين الثروة الحقيقية هي الرأسمال البشري وجيش عرمرم من الشباب العاطل الذي تم الرمي به عنوة بين براثين الفقر والتهميش والعطالة وبيعت له الأوهام لمعانقة الضفة الأخرى وصار الكثير منهم طعاما للحيثان .

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات